عنوان البحث(Papers / Research Title)
رؤية معاصرة في تنمية اللغة العربية وتيسير تعليمها
الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)
سعدون احمد علي الرباكي
Citation Information
سعدون,احمد,علي,الرباكي ,رؤية معاصرة في تنمية اللغة العربية وتيسير تعليمها , Time 06/12/2016 06:08:57 : كلية التربية للعلوم الانسانية
وصف الابستركت (Abstract)
حاجتنا إلى بناء معجمات جديدة تلبي الطموح وتواكب العصر
الوصف الكامل (Full Abstract)
رؤية معاصرة في تنمية اللغة العربية وتيسير تعليمها ( حاجتنا إلى معجمات جديدة ) أ.د سعدون أحمد علي ، جامعة بابل ، العراق
إن الاحاطة باللغة العربية على سعتها وعمقها وكثرة مفرداتها ومقدرتها على النماء والتطور ومواكبة العصر أمر لايمكن لأحد أن يدعيه مهما أوتي من معرفة وسعة إطلاع وقوة حافظة، ومن هنا ظهرت الحاجة الملحة إلى بناء المعجمات العربية لحفظ تراث الأمة اللغوي، وخدمة كتاب العربية المقدس (القرآن الكريم) ، يرى ابن خلدون أن الدافع الأساسي وراء بناء المعجمات اللغوية هو شعور اللغويين العرب القدماء بضرورة صون اللغة العربية من الخطأ، وحفظها من الضياع، فضلاً عن خدمة لغة القرآن الكريم ونصوص التشريع، قال : ((فاحتيج إلى حفظ الموضوعات اللغوية بالكتاب والتدوين خشية الدروس وما ينشأ عنه من الجهل بالقرآن والحديث فشمَّر كثير من أئمة اللسان لذلك وأملَوْا فيه الدواوين)) (1) . على أن هذه المعجمات قد تفاوتت فيما احتوته من مفردات وجذور لغوية، واختلفت في طرائق تنظيمها وأسلوب بنائها، وتعددت مدارسها تبعا لتعدد رؤى صانعيها العلمية والفكرية والمنهجية والغائية، فمن معجمات مؤلفة على نظام المخارج الصوتية وتقليب الألفاظ إلى معجمات مؤلفة على النظام الالفبائي ، إلى معجمات مؤلفة على نظام القافية أو الباب و الفصل، وأخرى خصصها مؤلفوها بالأبنية أو المعاني أو الموضوعات ، لذلك يمكن القول إن اللغة العربية انمازت من اللغات الأخرى بكثرة المعجمات وتنوعها، وبكثرة ما يدور حولها من شروح ومختصرات واستدراكات ونقود وحواش، وهذا التنوع والتشعب والتعدد ولد نوعا من صعوبة الاهتداء الى دلالات الألفاظ ومعانيها لدى الكثير من المثقفين بله المتخصصين بعلومها، فضلا عما استجد من مصطلحات علمية وأخرى حضارية نحتاج الى ضبطها أو تعريبها أو البحث عن مقابل لها، ومن هنا برزت الحاجة الملحة في هذا العصر الى بناء نوعين من معجمات الألفاظ : أولهما : المعجم اللغوي العام. والثاني المعجم التخصصي. أما الأول فيأخذ من كتب الأدب قديمها وحديثها ومن كتب التاريخ والجغرافيا وعلوم القرآن والحديث والفقه والاجتماع والاقتصاد وسواها، ويستعين بوسائل تنمية اللغة ولا يقتصر على النقل من المعجمات القديمة، بل يُتوسَّع فيه ليضم ألفاظ المعاصرين البلغاء وأساليب المبدعين الفصحاء مما بنا حاجة إليه وليس في الموروث اللغوي ما يفصح عنه ، من مثل : تمحور وتمركز وتموضع، وعوّيم وكسّيب ولعّيب، وبرّاد وخطّاط وسبّاك، والمبرّة والمحطّة والمصحّة (2) ، فلابد من أن يدخل هذا الجديد اللغوي المعجم المعاصر الذي نريده أن يكون دقيقًا في منهجه، وافيا في شرحه، ميسَّرًا في استعماله، مواكبًا متطلبات العصر وحاجاته، يتسم بما يأتي : 1- أن ترتب مواده ابتداءً بالأفعال وانتهاءً بالأسماء – على وفق النظام الالفبائي بحسب أوائل الأصول وثوانيها وثوالثها، وهو المنهج الذي اتبعه الزمخشري في معجمه (أساس البلاغة) والفيومي في (المصباح المنير) ومعجمات مجمع اللغة العربية في القاهرة (المعجم الكبير والمعجم الوسيط والمعجم التأريخي ). 2- أن يكون شرح المفردات والتراكيب وافيًا مدعمًا بالنصوص الموثوقة من (الآيات القرآنية) و (الأحاديث النبوية) و (الأمثال العربية) والتراكيب البلاغية المأثورة عن فصحاء الكُتَّاب والشعراء العرب وبلغائهم، على أن يُتَدرَّج في هذا الشرح من المحسوس الى المعقول، ومن الحقيقة الى المجاز، وألاَّ يستشهد في الشرح بلغات أُخَرَ على سبيل التوسع في المقارنة والتمثيل. 3- أن يجرد من الألفاظ الحوشية والتراكيب المهجورة، والألفاظ الدالة على الأشياء المندرسة، والأشياء التي يمجها الذوق، من مثل : (القشنّط والقشنّق) للرجل الطويل، و (الجنبخ والجلندم) للضخم من الرجال، و (العفضاج والمفاضة) للضخمة البطن من النساء(3) ، فهذه الألفاظ والتراكيب موضعها المعجمات القديمة على اختلاف أنواعها ومناهجها، والتي لا يمكن الاستغناء عنها بأي حالٍ من الأحوال. 4- أن يجرد من المصطلحات العلمية وألفاظ الحضارة وأسماء الأعلام وتراجمهم وأسماء المدن والأماكن والبلدان، لأن موضعها المعجمات المتخصصة التي ندعو الى تأليفها أيضًا. 5- ألاّ تُقحَم فيه الألفاظ المعرَّبة والدخيلة التي لها ما يقابلها في العربية الفصحى فيسدّ فراغها ويؤدي معناها ، من ذلك : (مكرسكوب) التي تقابلها (مجهر)، (ميكانزم) التي تقابلها (آلية) (4) ، أما التي ليس لها ما يقابلها في العربية الفصحى فلابد من الإشارة إليها والتنبيه على أصولها من ذلك : الكوز والجرة والإبريق والطشت والخوان، عن الفارسية، والفردوس والقسطاس والقسطل عن الرومية، والمشكاة والهرج والنفاق عن الحبشية، والحج وعاشوراء وكاهن عن العبرية، والصبح والبهاء والسفينة عن السنسكريتية (5) . 6- أن لا تقحم فيه الألفاظ العامية التي ليس لها أصل في العربية مثل (الجزمجي والطربوش) (6) . 7- أنْ يحرر من قيود الزمان والمكان ليكون مواكبًا للعصر ملبيًّا متطلباته فيضم الألفاظ المستحدثة في عصرنا الحاضر مما هو مشتق من جذر أصيل، أو منحوت من كلمتين فصيحتين أو أكثر على نحو سليم، فضلاً عما تطورت دلالته من الألفاظ واستعمل في معنى جديد على سبيل المجاز على ألْسِنَةِ المجودين من الشعراء كالمتنبي والمعري وأبي تمام والبحتري وأبي فراس الحمداني وابن زيدون، وما جاء على ألْسِنَةِ المحدَثين من الأدباء والشعراء الذين لم يخرجوا عن اللغة السليمة كأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأبي القاسم الشابي ومحمد مهدي الجواهري ومعروف الرصافي وعباس محمود العقاد ... الخ (7). 8- أن يتدارك فيه ما لم يعد يوافق لغة العصر وتقدمه العلمي من أساليب التعبير وتفسير الدلالة في المعجمات القديمة كاستعمال (الفراسخ أو مسيرة كذا يوم) للدلالة على المسافة، مثل : (( أُبَّةُ – بالضم ـ بلد بإفريقية بينها وبين القيروان ثلاثة أيام )) (8) . 9- أن تضبط كلماته بالشكل والترقيم، وأنْ يُنزَّه مما وقع في المعجمات المطبوعة من غلط أوتصحيف أو تحريف أو وَهْم في قراءة الأصل، وأن تدعم مادته بالصور والأشكال التوضيحية، وأن يستعان بأجهزة الحاسوب الحديثة في طبعه وتحميله على أقراص مدمجة ليسهل نشره وتوزيعه. 10- أن يوكل انجازه بجمع من المتخصصين بالعمل المعجمي بإشراف مؤسسات علمية مدعومة ماديًّا وماليًّا وفنيًّا من الحكومات العربية ، كالمجاميع العلمية ، أو الجامعات ، بالتعاون مع مؤسسات الثقافة والإعلام ودور الطباعة والنشر .
أما المعجمات المتخصصة التي ندعو الى تأليفها ونرى أن بنا حاجة إليها فمعظمها موجود أصلاً غير أن الذي يعوزه هو مواكبة العصر وتقدمه العلمي والإنساني والحضاري فلابد من رفده بما هو جديد ومحدث بإصدار ملاحق خاصة تستوعب هذا الجديد وتسير في ترتيبه على وفق المنهج الذي سار عليه المعجم الأصل، ومن ذلك على سبيل التمثيل : 1- المعجم الخاص : بألفاظ القرآن الكريم ، و الخاص بالأبنية ، و الغريب والأفعال ، والمعرَّب ، والمقترض من اللغات الأخرى ... الخ، وندعو إلى تأليف معجمات متخصصة بالمشتقات والمصادر والصفات والجموع ليفيد منها المشتغلون في البحث العلمي والترجمة ووضع المصطلحات والإحصاء واستحداث كلمات عند الضرورة. 2- المعجم التاريخي : نرى أن يستكمل ما بدأه فيشر لمعرفة حياة كل لفظة – وانتقالها من معناها اللغوي الى معناها الاصطلاحي وتطور هذا الأخير من عصر الى عصر. 3- المعجم الاصطلاحي : وتدون فيه جميع المصطلحات المستخلصة من المعجمات وكتب اللغة والأدب وسواها مع الإشارة الى مصدر كل مصطلح، ويبنى على وفق المنهج الذي اتبعه التهانوي في كشاف اصطلاحات الفنون ، و الجرجاني في التعريفات. 4- المعجم الطبي : وتدون فيه المصطلحات الطبية وأسماء الأدوية والمستلزمات الطبية والأمراض والإسعافات الأولية ... الخ، ويكون ذلك باستدراك ما استجد في ميادين الطب المختلفة من اكتشافات واختراعات وإصدارها بملاحق تستكمل النقص الموجود في المعجم الطبي الموحد الذي أصدره اتحاد الأطباء العرب عام 1983، ومعجم (حتي الطبي). 5- المعجم العلمي : وتدون فيه المصطلحات العلمية المختلفة التي تعين في فهم المسميات العلمية واستيعابها، ويمكن اتخاذ قاموس (شرف العلمي) أساسًا يبنى عليه هذا المعجم. 6- المعجم الهندسي : وتدون فيه المصطلحات الهندسية والفنية والتقنية المختلفة ويكون ذلك باستدراك ما استجد منها وإصداره بملاحق تلحق بالمعجم الموحد الشامل للمصطلحات الفنية للهندسة والتقنية والعلوم الصادر عن اتحاد المهندسين العرب 1986. 7- المعجم العسكري : وتدون فيه المصطلحات العسكرية وما تتضمنه من أسماء الأسلحة والمعدات الحربية والرتب العسكرية ومصطلحات الفنون القتالية العسكرية وفن قيادة الحرب، على أن يستدرك ما استجد منها بسبب التطور الكبير في ميداني التسليح والتصنيع العسكريين ويصدر بملاحق تلحق بقاموس المصطلحات العسكرية للفريق الركن محمد فتحي أمين ومعجم توحيد المصطلحات العسكرية في الجيوش الإسلامية للواء الركن محمود شيت وجماعته. 8- المعجم الجغرافي : ويستدرك فيه ما استجد من مدن وأماكن وبلدان على معجمات البلدان ويمكن اعتماد معجم البلدان لياقوت الحموي أساسًا للبناء عليه . 9- معجم التآليف وأصحابها : وتدون فيه أسماء التآليف في الميادين المختلفة مع النص على أسماء مؤلفيها، والمؤلفات في هذا النوع كثيرة إلاّ أنها بحاجة الى المكتشف حديثًا من المخطوطات القديمة والمؤلف حديثًا لمؤلفين محدثين. 10- معجمات أُخَر في ميادين مختلفة كالزراعة والصناعة والتجارة والاقتصاد والبيئة والاتصالات والفن والثقافة ...إلخ . أما النوع الآخر من المعجمات فهو معجمات المعاني التي نرى أن يُجمع كل ما أُلِّف فيها في معجم واحد من غير تكرار ولا حذف وأن نستكملها من معجمات الألفاظ ومن كتب الأدب واللغة الأخرى وتبنى على أساس الموضوعات .
التوصيات : 1. يدعو الباحث الى تشكيل لجنة مجمعية فرعية في كل جامعة يكون لها تمثيل في لجان المجمع العلمي الرئيس تضم الى جانب اللغويين المتخصصين بالعمل المعجمي أساتذة من مختلف التخصصات العلمية والإنسانية يتوافر في أعضائها الإيمان العميق باللغة العربية الفصحى، وبضرورة الحفاظ على سلامتها، تأخذ على عاتقها استيعاب ما استجد من المصطلحات في المجالات العلمية والأدبية والفنية المختلفة وإيجاد بدائلها العربية بوسائل تنمية اللغة المعروفة من اشتقاق أو قياس أو ارتجال أو توليد أو تعريب أو نحت. وبهذا تكون الجامعة قد قامت بدورها الطليعي والريادي في بناء المجتمع والحفاظ على أسمى مقوم من مقوماته وهو اللغة العربية. 2. يرى الباحث أن الكثير من المثقفين والمتعلمين قد أداروا ظهورهم للغة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والشعر والكلام العربي البليغ، واستبدلوا بها لغة أعجمية ، إذ نرى شيوع لغات أعجمية هذه الأيام في لغة الخطاب اليومي من مثل : please ,rest, no, yes, good, sorry, off cours, ok, ,look, ,merci الخ، وفي هذا طمس لمعالم هويتنا العربية وقطيعة للغة قرآننا، فلننتبه لأنفسنا وللغتنا قبل فوات الأوان، وهذا يحتم على المتخصصين باللغة العربية بذل المزيد من الجهد لإنارة عقول هؤلاء، وتبديد جهلهم بلغتهم، وتوعيتهم بما يحاك لها من دسائس ترمي إلى النيل من كتاب العربية الخالد (القرآن الكريم) .
الخاتمة مرّ تأليف المعجمات العربية بأطوار متعددة، واتخذت صناعتها مناهج مختلفة، جادت بها عقول علماء العربية الأفذاذ، إذ بذلوا جهودًا مضنية في جمع اللغة وتدوينها بتتبع كلام العرب في مظانه المختلفة فحفظوا اللغة العربية وصانوها من الضياع ، فاستحقوا التبجيل والتخليد ، وسيظل عملهم الخالد هذا موضع اعتزاز وفخر على مرّ العصور. وقبل أن أدع اليراع يسقط من يدي أضع بين يديك قطفًا من ثمار هذا البحث : 1. سار العمل اللغوي المعجمي عند العرب في طريق النماء والاتساع مبتدئًا باليسير مما تحصل لدى العلماء العرب الأوائل من نصوص العربية التي انتظمتها الرسائل اللغوية المتباينة في حجمها ومادتها ومنهجها حتى بلغ مرحلة النضج على يد عبقري البصرة الخليل بن احمد الفراهيدي (رحمه الله) في معجمه (العين) الذي تعد مادته اللغوية الأساس الذي استندت إليه المعجمات اللاحقة سواء ما أُلِّف منها على وفق نظام المخارج الصوتية وتقليب الألفاظ أم أُلِّف على وفق النظام الالفبائي أم أُلِّف على وفق نظام الباب والفصل. 2. إن كثرة المعجمات العربية آتية من اختلاف مناهجها أو اتساع مادتها أو تصحيحها الأوهام في المعجمات التي سبقتها، لذا كانت الرغبة في نقد المعجمات اللغوية المتقدمة وإصلاح الخلل الواقع فيها أحد أسباب تجديد المعجمات قديمًا وحديثًا، فضلاً عن الحاجة الى استيعاب ما هو جديد ومستحدث لمواكبة العصر وتقدمه العلمي، ومن هنا جاءت دعوتنا الى بناء معجم يرتبط بالحياة المعاصرة يأخذ بوسائل تنمية اللغة ويستعين بما بذل من جهد في القديم والحديث. 3. إن مجمل مفردات اللغة العربية يربو على ستة ملايين كلمة، في حين أن ما يستعمل منها اليوم لا يزيد على ستة ألاف كلمة، وهذا يعني أن هناك مخزوناً من مفرداتها يربو على خمسة ملايين كلمة في انتظار من يسبر غورها ويخرج مكنونها ويحسن تداولها في مفردات العلوم والفنون والثقافة، وبهذا نكون قد بعثنا الحياة في الكثير من المسميات المهملة، أو التي لم تستعمل لحد الآن وأثريناها بالمصطلحات العلمية والتقنية والفنية. 4. يقترح الباحث أن تأخذ الجامعات العربية دورها الريادي في بناء المجتمع والمحافظة على مقوماته وفي مقدمتها اللغة العربية بتشكيل لجنة مجمعية فرعية في كل جامعة يكون لها تمثيل في المجمع العلمي الرئيس في كل بلد تأخذ على عاتقها استيعاب المصطلحات الحديثة في العلوم والادآب والفنون وإيجاد البدائل العربية الفصيحة لها بوسائل تنمية اللغة المعروفة. وردف هذا المقترح بتوصية أخرى توجب على المتكلمين بالعربية الاعتزاز بها، وتنكُّب اللغة الأعجمية الشائعة على ألسنتهم هذه الأيام لأن في استعمالها طمسًا لمَعْلَمٍ مهمٍّ من معالم هويتنا العربية ، ونيلاً من كتاب العربية الحافظ لها (القرآن الكريم). 5. من أجل أن تواكب اللغة العربية نظائرها من اللغات لابد من التفكير بوسائل حيوية لتنميتها وتطويرها وتيسير تعليمها على الدارسين ، منها استحداث الجديد اللغوي مما بالمجتمع حاجة إليه بالاشتقاق أوالقياس أوالتعريب أوالنحت على أيدي المتخصصين بعلومها ممن لهم تجربة غنية في هذا الميدان . ومنها سبر غور المعجمات لنفض الغبار عما تزخر به من الألفاظ المماتة وإعادة الحياة إليها بلطف الصنعة . ومنها تصحيح نسبة بعض الألفاظ التي قالت عنها المعجمات إنها معربة أو دخيلة بإرجاعها إلى أصلها العربي وليكن ما عمله العلامة المرحوم طه باقر في كتابه ( من تراثنا اللغوي القديم ما يسمى في العربية بالدخيل )(9) دليل عمل في هذا الميدان . 6. تفعيل دور الجامعة العربية بلجانها المتعددة ومنها الثقافية والمجمعية اللغوية لتعزيز العمل العربي المشترك في مكافحة الأمية ومحاربة العامية ومعالجة الأخطاء اللغوية الشائعة ، وتخصيص برامج موحدة تنهض بهذا الغرض تبث في وقت واحد في القنوات الإعلامية العربية تشرف على إعدادها لجان متخصصة في دائرة علوم اللغة العربية في الجامعة العربية .
الهوامش : (1) مقدمة ابن خلدون 484. (2) ينظر: لغة الضاد ، أنواع الجديد اللغوي والموقف منها 193-212. (3) ينظر : فقه اللغة للثعالبي 116-117. (4) ينظر : الوجيز في فقه اللغة 439 – 440 . (5) ينظر : الوجيز في فقه اللغة 426-427. (6) ينظر : المعجم الوسيط 1/122، 2/559. (7) ينظر : المعجم العربي نشأته وتطوره 2/619-627 . (8) تاج العروس : 2/8 (أبب) . (9) ينظر: من تراثنا اللغوي القديم ما يسمى في العربية بالدخيل ، مقدمة المؤلف .
المصادر والمراجع * تاج العروس من جواهر القاموس، لمحمد مرتضى الحسيني، تحقيق : مجموعة من الباحثين المعاصرين، طبعة الكويت . * فقه اللغة وسر العربية، لأبي منصور الثعالبي، تحقيق عبد الرزاق المهدي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان 2002م. * لغة الضاد / الجزء الثاني، دائرة علوم اللغة العربية، مطبعة المجمع العلمي 1420هـ - 1999 م . * المعجم العربي نشأته وتطوره ، للدكتور حسين نصار، مطبعة دار مصر، القاهرة ، 1988م . * المعجم الوسيط – مجمع اللغة العربية في القاهرة، أشرف على طبعه : د. عبد السلام محمد هارون 1960. * مقدمة ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي ( 1406ه) ، دار التراث العربي، ط4، بيروت. * من تراثنا اللغوي القديم ما يسمى في العربية بالدخيل ، طه باقر ، مطبعة المجمع العلمي العراقي ، بغداد 1400ه – 1980 م . * الوجيز في فقه اللغة ، محمد الأنطاكي – مكتبة الشهباء – 1969.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
الأستاذ الدكتور سعدون أحمد علي جعفر العراق ، جامعة بابل ، كلية التربية للعلوم الإنسانية 30/ تشرين الأول /2014 م
تحميل الملف المرفق Download Attached File
|
|