كان المصري القديم حريصاً على أن يكون منزله أو البيت الذي يعيش فيه مزوداً بكل وسائل الراحة، لأنه المكان الذي يعيش فيه معظم سنوات عمره وهو الشاهد على الحياة الأسرية بكل ما فيها من حركة ونشاط، وقد اختلفت أشكال وأحجام هذه البيوت، واختلفت محتوياتها لنوعية الأفراد الذين يعيشون فيه، واختلفت أشكال وطريقة بناء المنزل المصري القديم، وكان يضم أثاثاً بسيطاً.
وكان من استمرارية الحياة بشكلها الطبيعي ونتيجة لانشغال أصحاب البيوت والقصور في أعمالهم ككبار الموظفين أو أمراء أو كبار رجال الدين أو كبار الكهنة، فكان لابد من وجود طبقة من الشعب وجزء لا يتجزأ منه لخدمة هؤلاء سواء في البيوت في الحياة الدنيا.
وكان من مظاهر الاهتمام بطبقة الخدم اتخاذ تماثيل لهم، ومناظر على جدران المقابر لخدمتهم والترويح عنهم في الحياة الأخرى.
ولقد ازداد تصوير هؤلاء الخدم وصناعة تماثيل لهم ببداية الأسرة الرابعة من الدولة القديمة، وازدهرت في الدولة الوسطى وعبر الفترات التاريخية التالية، وتصوير هؤلاء الخدم على جدران المقابر أو صناعة تماثيل لهم لها دلالة على أهمية هذه الطبقة في المجتمع ولذلك سوف يكون موضوع دراستنا البحثية هو: (مكانة الخدم والأتباع في المنزل المصري القديم).
ويتضمن البحث ثلاث مباحث، تناولنا في المبحث الأول بداية فن النحت وصناعة التماثيل الصغيرة، و شكل المنزل المصري القديم وتكوينه، وركزنا في المبحث الثاني على مفهوم الخدمة المنزلية لاسيما واجبات طبقة الخدم وألقابها، أما المبحث الثالث فخصص للمواد المستخدمة في صناعة التماثيل ودراسة لبعض نماذج تماثيل الخدم.