عنوان البحث(Papers / Research Title)
جدلية الشخصية المسرحية وشخصية الممثل
الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)
محمد عباس حنتوش ألبو ثجيل
Citation Information
محمد,عباس,حنتوش,ألبو,ثجيل ,جدلية الشخصية المسرحية وشخصية الممثل , Time 5/20/2011 11:53:04 PM : كلية الفنون الجميلة
وصف الابستركت (Abstract)
دراسة مقارنة بين شخصية الممثل كانسان وبين الشخصية التي يجسدها
الوصف الكامل (Full Abstract)
جدلية الشخصية المسرحية وشخصية الممثل الشخصية المسرحية ذاتية لها خصوصيتها التي لا تتجرد عن موضوعيتها الكامنة فيما يحيطها من موجودات ضمن نصها الكتابي ، و تبنى الشخصية المسرحية من قبل المؤلف ، حيث تأتي نتاج عن تجربة المؤلف أو تحفيز تخيلي له . أما الشخصية الذاتية للممثل المسرحي فتأتي تجسيداً للخبرة الحياتية العامة والفنية الخاصة بالممثل بوصفه إنسان هو حصيلة تجارب مختلفة ضمن سياق حياته المعاشة.تشهد الشخصية المسرحية في الأداء المسرحي نوعاً من التهجين مع الشخصية الذاتية للممثل وتكون المحصلة استضافة الشخصية الخاصة بالممثل للشخصية المسرحية المراد تأديتها ومحاولة إظهارها بصورة تنعكس على أداء الممثل المسرحي فتتكشف الاستضافة عبر مستوى التقمص المسرحي ، لذا تكون استضافة الشخصية المسرحية من قبل شخصية الممثل بنسبة عالية في أسلوب الأداء التمثيلي ، مما يجعل الشخصية المسرحية تأخذ حيزاً اكبر على حساب شخصية الممثل وذاتيته التي لابد أن يبقى جزءاً منها يتمتع بقيادة واعية للضيف وسبل التعاطي معه وإلا فان الشخصية المسرحية ستتحول إلى شخصية سائدة تقصي شخصية الممثل . وفي الاتجاه المعاكس نجد أن الاستضافة في الأداء ألتقديمي تتكشف لصالح شخصية الممثل على حساب الشخصية المسرحية بسبب متطلبات هذا النوع من الأداء غير ألتقمصي. لذا فان نوع الأداء يتحدد وفق نسبة سلطة كل شخصية وكلما ارتفعت نسبة سلطة الشخصية المسرحية كان الأداء تمثيلي والعكس يكون أداء اقرب إلى ألتقديمي.تشكل استجابة الممثل لمعطيات الشخصية المسرحية منطلقات مهمة لمنح هذه الشخصية قوة التأثير التي تستدعي بالمقابل تأثير متبادل من قبل شخصية الممثل،والاستجابة الحاصلة بين الشخصيتين ضمن إعداد الممثل لدوره تجعل كلتاهما تؤثر في الأخرى وتكون استجابة الممثل الأدائية هي المحصلة النهائية لإبانة التأثير المتبادل بينهما ، فالصراع الذاتي بين الشخصيتين يتمخض عن إدراك واعي يختفي وراءه التأثير المحفز للشخصية المسرحية، لذا ينشط الصراع وفق إمكانية الممثل في إدارة هذا الصراع ووفقا لنوع الأداء ، ففي الأداء التمثيلي مثلا يتحدد الصراع بالتخلي عن الأنا والتوجه نحو الأخر من خلال منح الشخصية المسرحية مساحة اكبر للتعبير عن ذاتيتها عبر توظيف كيان الممثل وقبوله بهذا التوظيف بل والإمعان والتمتع بهذه الاستضافة وبيان مستوى كرمه في ضيافتها وتسلطها على ذاتيته وتهميشها لشخصيته دون إلغائها طبعاً .ولأن الشخصية المسرحية تمتلك أبعاداً ثلاثة (البعد السيكولوجي،البعد السيسيولوجي ، البعد الفيزيقي) فإن البعدين الأولين يمثلان الجانب أللاحسي للشخصية المسرحية لإفتقارهما لإمكانية التكشف إلا بمساعدة الجانب الفيزيقي الذي يمثل التعبير الحسي عن البعدين الآخرين ، إلا أن البعد الفيزيقي للشخصية المسرحية في حالة الدراسة النصية لا يتكشف بواقعه الحسي ، لذا فان التشكل الحسي الافتراضي في ذهن المختص المسرحي ينتقل عبر الذات المشخصة بالممثل المسرحي ،لاسيما عبر تجسيد البعد الفيزيقي للشخصية المسرحية بشكل يتفق والبعد الفيزيقي للممثل في الأداء التمثيلي،ولان البعد السيكولوجي يمثل بؤرة استقطاب لما هو موضوعي كامن في البعد السيسيولوجي ، فان البعد السيكولوجي للشخصية المسرحية يشكل بالمحصلة دافع محفز للأداء الجسدي والصوتي للممثل ، ويصبح البعد السيكولوجي للشخصية المسرحية هو البعد السيكولوجي للممثل ، مما يجعل البعد الفيزيقي للممثل بكل منتجاته قناعاً حسياً معبر عن البعد السيكولوجي للشخصية المسرحية بكل ما يختزنه البعد السيكولوجي من ذاتية الشخصية المسرحية وبواعث السلوك فيها والذي يتكشف عبر أداء الممثل بصورة عامة.ان التضامن الذي يشهده الممثل في أداءه مابين شخصيته بوصفه إنسان والشخصية المسرحية يجعله يمر بتجربة فريدة في مواجهة ذاته وإمكانياتها ومواقع القصور أو القوة في شخصيته إضافة إلى ما يتيحه الأداء لاسيما التمثيلي من قدرة في الوقوف موقف الشخصية فتكون المعالجة الذكية من قبل الممثل سبيلاً لخوض تجربة قصديه تهدف إلى إيجاد معالجة موضوعية كان من الممكن أن يمر بها الممثل الإنسان بسياق حياتي معاش ، إلا أنها على المسرح تمنحه فرصة اكبر عبر الخوض بالتجربة دون أضرار بالغة ، مع ما تمنحه التجربة من إمكانية الإضافة إليها عبر الدراسة المتمعنة وطرق المعالجة الإبداعية .من الجدير بالذكر هنا أن كل محاولات الممثل للتخلي عن ذاتيته لصالح الشخصية المسرحية في الأداء التمثيلي ، لا تكون بالمستوى الذي نظن انه قائم فعلاً حتى عند الممثلين الذي يدهشونا بأدائهم ألتقمصي ، ذلك أن الشخصية المسرحية في الغالب تسقط في قبضة الشخصية الخاصة بالممثل فتصبح الشخصية المسرحية أسيرة شخصية الممثل الذي يحاول تجاوزها إلا أنها تتكشف رغما عنه بشكل يجعلنا نلاحظها تتكشف بنمطية معينة ترافق أداء الممثل في مختلف الشخصيات التي يؤديها ، ذلك أن الذاكرة الانفعالية والتركيز والحركة الجسدية والخيال وباقي عناصر خلق الشخصية عند الممثل لا تتجرد تماما عن الشخصية الخاصة به بوصفها جزء من تكوينه الذاتي فينشط ويؤدي الشخصية المسرحية في تداخل نسبي مع نفسه ، محاولاً نقل أبعاد الشخصية المسرحية عبره ، مما يخضعه لنوع من الصراع مع ذاته المقاومة للضيف ، لذا فلا وجود وفق هذا الوصف لإمكانية التحرر الكامل من الشخصية الخاصة بالممثل خلال العرض المسرحي ، لأنها تتكشف بنسب متباينة مهما سعى الممثل لتغيبها ، فهي تؤكد حضورها كذات فاعلة لا يمكن إقصائها حتى عند ابرز المبدعين في الأداء ألتقمصي .
تحميل الملف المرفق Download Attached File
|
|