عنوان البحث(Papers / Research Title)
مفهوم الجمال في الفكر الفلسفي البراجماتي
الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)
علي شناوة وادي الحسيناوي
Citation Information
علي,شناوة,وادي,الحسيناوي ,مفهوم الجمال في الفكر الفلسفي البراجماتي , Time 5/24/2011 7:57:20 AM : كلية الفنون الجميلة
وصف الابستركت (Abstract)
مفهوم الجمال في الفكر الفلسفي البراجماتي
الوصف الكامل (Full Abstract)
مفهوم الجمال في الفكر الفلسفي البراجماتي( جون ديوي ) أنموذجاً
لقد تعددت مسميات الفلسفة البراجماتية فسميت بالفلسفة الذرائعية والوظيفية والتجريبية العملية ، وهي بشكل أو بآخر تعدّ تعبيراً عن البنية التركيبية للشخصية والثقافة الأمريكية وهي تضم أسماء كثيرة لرواد هذا التوجه الفلسفي أمثال(تشارلز بيرس ، ووليم جيمس ، وجون ديوي وآخرون ) ، ويعتقد هؤلاء بأن الفكرة ترتبط بما نقوم بعمله وبالمحصلة فمعناها يرتبط بنتائجها وآثارها العملية المترتبة عليها واصطلاح براجماتية مشتق أصلاً من اليونانية (البراجما ) ، والذي يعني الفعل أو العمل وهي فلسفة عملية أو فلسفة فعل كما أنها لا تهتم بالنتائج الفلسفية بقدر اهتمامها بطريقة البحث الفلسفية وتعد طريقاً ومنهجاً بحثياً لتوضيح الأفكار والمعاني وإسهامها في ارتباط جميع الآثار الحسية المترتبة عملياً على هذه الفكرة وبرمجة الأفكار إلى جملة من السلوكيات العملية الناضجة من خلال دينامية استجابات الذات مع الوسط الخارجي ممثلاً بالحياة . إنها إقرار بالنتائج العملية وتطوير للاتجاه التجريبي وعليه فإن الفلسفة البراجماتية لدى (جون ديوي ) ترفض عملية الفصل بين القيم الموضوعية والذاتية أو بين الغاية والوسيلة والفكر والواقع وما إلى ذلك ، وإن الفلسفة لديه يجب أن تقوم بنقد منظم لمناهجها وأن تتقصى عملية فحص فروضها معتمدة التطبيقات العلمية التجريبية وعن طريق التربية يمكن أن تجد الفلسفة أساسيات تطبيقية لمفاهيمها لتنفتح على الحياة وتؤكد عمليات تنظيم السلوك الإنساني والتكيف الاجتماعي بدلاً من عزل الفلسفة في قضايا غير إنسانية ، ويرى (ديوي) أن لا سلوك عند الإنسان العاقل بغير اتجاه وأن الاتجاه يتطلب معرفة بقيمة ما نحن قادمون عليه . وهذه القيمة هي التي تحدد السلوك وتوجهه وإن الإنسان في الفلسفة البراجماتية يحتل دوراً ريادياً بوصفه مبدعاً فكرياً ومنتجاً تطبيقياً وعملياً فاعلاً مؤثراً في الوسط البيئي والاجتماعي الذي يتواجد فيه وهو لا ينفصل عن هذا الوسط الاجتماعي .. وإن السلوك الإنساني وطبيعة تفاعلاته الخارجية في تحول مستمر فالتغيير والتحول من سمات الحياة الإنسانية وأن مُثلنا الأخلاقية يجب أن يؤسس لها وأن تجد تطبيقاتها السلوكية العملية شأنها شأن أي من المظاهر الأخرى . إنّ الفلسفة الجمالية البراجماتية لا تنفصل عن الغطاء العام لهذه التوجهات الفلسفية فإن ( جون ديوي ) يؤمن بشكل مطلق بالتجربة التي تعتمد على الخبرة العامة ولديه أن الفيلسوف لا يختلف كثيراً عن الفرد العادي الذي يمارس الفن لأنه يعيش نفس تجربته ويعاني نفس معاناته ، والخبرة الجمالية لدى ( جون ديوي ) تتمثل بموقف الفرد عند تذوقه للعمل الفني من خلال إبداعه له أو تأمله أو نقده وهو موضوع يتمثله الأفراد جميعاً بغض النظر عن مسمياتهم الطبقية على مستوى الثقافة والتخصص مؤكداً على دمج الثنائيات في وحدة واحدة لها جذورها في صميم التجربة وأن الخبرة الجمالية لا تتميز بشكل كبير عن الخبرة اليومية وإن الفارق بينهما فارق كمي ليس إلا.. وهو يرفض أن يرتبط الفن بقضايا تعزله عن المنحى السلوكي التطبيقي الحياتي مثل ارتباطه بقضايا روحية ومثالية ميتافيزيقية عموماً لا تعنى بقضايا الإنسان وتطور سلوكه وخبراته.. وعليه فقد جعل من الخبرة حجر زاوية في عالم السياسة والأخلاق والمعرفة.وإنّ الإحساس الجمالي لدى ( جون ديوي ) يتم من خلال استجابة أو استقبالية المتلقي لمدركات حيثيات الوسط البيئي الخارجي ومقدار توافقه وانسجامه مع هذا الوسط وأن الجمال يقترن بالغائية والنفعية فمن خلاله يحقق الإنسان وظائف معينة فالجمال هنا إنما يصطبغ بالصبغة الإنسانية دون ترحيله خارج حدود التجربة والخبرة التطبيقية في قضايا فلسفية تمتاز بالتطرف المثالي كما أنه يرفض أن يخدم الفن بنزعة طبقية معينة فيكون حكراً على الطبقة الارستقراطية مثلاً .. والفن لديه لا ينفصل تاريخياً عن تمثيلاته التطبيقية النفعية اجتماعياً ولا تنفصل عن الميدان الخبراتي لتلك الشعوب ، ووفق هذا التوجه فإن (جون ديوي ) يرفض التفريق بين ( الجميل ) و ( المفيد ) و بين ( الفنون الجميلة ) و ( الفنون التطبيقية ) أو بين ( الفن ) و ( الصناعة ) ، إذ إن الفن يجب أن لا يفقد غائيته وأن يرتبط بتطبيقاته العملية التجريبية ذات المنحى الإنساني الشمولي . والقيم الجمالية لا تنفصل عن القيم الاجتماعية والدينية والأخلاقية لدى الشعوب على مستوى التحولات الحضارية التاريخية .
تحميل الملف المرفق Download Attached File
|
|